
إنما يقوم به اليوم النظامُ السعودي بشكل مباشر وعبر أدواته في العالم الإسْـلَامي في مناطقَ متعددةٍ من العالم الإسْـلَامي ما هو إلا امتدادٌ في مضمونه وممارساته وشكله وأصله وفصله وفرعه للحركة النفاقية في عصر الإسْـلَام كله، في تأريخ الأُمَّـة الإسْـلَامية بكلها، ولكنه اليوم بإمكاناتٍ أكثر وبقدرات أكثر وبثروة أكثر، يمتلك اليومَ القنواتِ الفضائية، يمتلك اليومَ الأسلحةَ الحديثة، ولكن شكله المنكر واضح جداً، على مستوى العالم الإسْـلَامي بكله، ولا يزال الْخَطَرُ محدقاً بالكثير من البقاع الإسْـلَامي التي لا زال بعضٌ من الهدوء أَوْ قدرٌ من السكينة والاطمئنان، لا زالت دولُ المغرب العربي ولا زالت مصر ولا زالت العديد من البلدان التي تشهد بعضاً من الاستقرار لا زالت معرضةً للخطر بالقدر الذي تعرضت له اليمن وتعرضت له سوريا وتعرض له العراق وتعرضت له بلدان أخرى، ولكن في المقدمة هذه البلدان؛ لأن النشاط الذي يمارسُه النظامُ السعودي وهو نشاطٌ نِفاقي بكل ما تعنيه الكلمة، يبدأ أولاً بشكل النشاط الدعوي والخيري، كُتُب، ومدارس، وتمر، وفلوس، وما شاكل ذلك وبأسلوبٍ لطيف وَوُدِّيٍّ حتى يتمكن من اختراق البلدان بعد أن يتمكن من اختراق أي بلد ينحو منحىً آخر، يحول نشاطَه الذي ألبسه لباساً دعوياً إلَـى نشاط يعبئ الجماهيرَ التي استقطبها بذلك الفكر الظلامي وبالعُقَدِ والأحقاد والعداوة التي لا نظيرَ لها في العالم أبداً، ويفرغ ذلك الإنسان من مضمونه ومحتواه الإنساني الذي فطره اللهُ عليه فيحوله إلَـى إنسانٍ متوحش، كان في البداية إنساناً وديعاً يطلق لحيتَه يدهن وجهَه، يتكلم بالكلام اللطيف يحمِلُ المسواكَ في كثيرٍ من الحالات، ثم لا تنتبهُ إلا وقد وضع المسواك وأخذ بدلاً عنه الرشاش، ولبس بدلاً عن الثوب الأبيض، يلبس الحزامَ الناسفَ واتجه وهو كله حقد وكله كراهية لمَن؟ هل لأعداء الأُمَّـة للأمريكي للإسرائيلي لمَن يشكلون خطَراً حقيقياً على شعوب المنطقة بكلها؟!، لا، هل لدفع الخطر الإسرائيلي وإنقاذِ الشعب الفلسطيني؟، لا، يتجه سوقاً أَوْ مدرسةً أَوْ مسجداً، وهو يحملُ كُلّ ذلك الحقد فيفرغُه مع الكثير مما حمله في حزامه الناسف يضرب بها المصلين أَوْ يضرب بها المتسوّقين أَوْ يضرب بها طلابَ المدرسة أي شكل هذا؟، أَوْ يذهبَ ليفتح جبهة داخلية في قُطر من الأقطار الإسْـلَامية والأقطار العربية ليثيرَ الفِتَنَ الداخلية بين أهل منطقة كانوا فيما قبل أهل منطقة واحدة متآخين مسالمين لبعضهم
اقراء المزيد